أكد رئيس رابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد العيسى، أن الأمة الإسلامية بخير ولكنها بحاجة إلى المزيد من تعزيز العمل المشترك، محذرا من عواقب أطروحات البعض حول تصادم أو صراع الحضارات.

وقال العيسى ردا على سؤال “سبوتنيك”، خلال اللقاء الذي جمعه بممثلي وكالات الأنباء العالمية بمكة المكرمة حول مبادرة الرابطة لتحالف الحضارات: “إن ما تقوم به رابطة العالم الإسلامي له أثار عملية وملموسة في الداخل الإسلامي وقد حظيت وثيقة مكة المكرمة والتي جمعت كافة المذاهب والطوائف الإسلامية بعد جهد كبير من الرابطة بقبول واسع”.

وأضاف أن وثيقة مكة عمل على إصدارها أكثر من 1200 عالم وما يقارب 4000 مفكر من مختلف البلدان الإسلامية، حيث تطرح الوثيقة قضايا الأمة والشأن الإسلامي بشكل عام وما يجب على الأمة فعله تجاه القضايا الدولية، علاوة على أن الوثيقة التي اتفق عليها الجميع قد وضعت نصب عينيها كيفية بناء جسور بين مختلف الطوائف والمذاهب الإسلامية.

وتابع العيسى، أن “صدور وثيقة مكة بهذا الإجماع الإسلامي أثلج صدور الجميع نظرا لما تحمله من أهداف يتطلع إليها كل العالم الإسلامي، وهي أيضا تمثل أملا كان مطروحا من حين إلى آخر، وقد نوه الاجتماع الخليجي قبل أيام إلى تلك الوثيقة، كما نتطلع إلى إقرار تلك الوثيقة من منظمة التعاون الإسلامي لتبدأ طريقها بشكل أكبر في توحيد الكلمة وجمع الشتات”.

وأكد رئيس رابطة العالم الإسلامي أنه لا يوجد صراع أو صدام بين المذاهب الإسلامية، وأن الصراع هو نتاج للتطرف المحسوب على بعض الطوائف، فلا صراع بين المذاهب بل محبة ووئام وقد تم ترجمة ذلك في وثيقة مكة، مشيرا إلى أن التطرف موجود مع الأديان الأخرى ولم يجىء به الإسلام كما يروج البعض وكذلك في الطوائف والمذاهب، لكنه لا يمثل الإسلام بل النزعات الطائفية المتطرفة.

وحول نظرية صراع الحضارات التي تلقتها الفئات المتطرفة منذ عقود، يقول العيسى: “تلك النظرية خاطئة وبعض زملاء صاحب النظرية الدكتور صامويل هنتنجتون، قالوا إنه لم يكن يقصد المفهوم الذي أخذ عن نظريته فطلبت أن يكتب مقالا حول هذا الأمر ولكنه لم يرد منذ عامين”.

وأوضح العيسى أن الأمم المتحدة تبنت رؤية المنظمة فيما يتعلق بالصداقة والسلام بين الحضارات وأن التاريخ شاهد على أنه لا يمكن أن تأتي حضارة وتمسح كل الحضارات السابقة لها، هذا غير منطقي ونعمل بخطوات جادة من أجل وضع أسس وقواعد للسلام وليس الصراع.

وكان رئيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، قد التقى الوفود الإعلامية الدولية المشاركة في تغطية مناسك الحج التي تبدأ بعد ساعات لتفويج حجاج بيت الله الحرام إلى منى استعداد للوقوف بعرفات يوم السبت المقبل، وقد تجاوز عدد الحجاج حتى الآن وفق الإحصاءات الرسمية 2 مليون حاج.