تُعد رابطة العالم الإسلامي من المنظمات الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم، حيث دأبت على مدّ يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناتها، جراء الكوارث الطبيعية، أو من الحروب، حتى سجّلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظماتٍ عالمية مهتمة بهذا الصدد.

وبحكم مكانة الرابطة الإسلامية؛ فقد كانت خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أقطار العالم في أعلى درجات سلم أولوياتها، وبذلت بسخاء جميع أنواع الدعم الذي استفادت منه جميع الدول العربية والإسلامية، وقامت بإنشاء المساجد ودور العلم، وتزويدها بملايين النسخ من المصحف الشريف، والمراجع ذات العلاقة بتبصير المسلم بأمور دينه ودنياه، بما يضمن عيشه بسلامٍ وفعاليةٍ لمجتمعه.

ولعل المساعدات الأخيرة لإغاثة الشعب السوداني الشقيق والتي تعرض لها خلال منتصف شهر أغسطس الماضي مع بدء موسم الأمطار فيضانات وسيولاً ضربت مناطق واسعة بالبلاد، وخلفت خسائر في الأرواح والممتلكات، ليواجه آلاف من المواطنين أوضاعاً إنسانية وصحية في غاية السوء جراء فقدانهم المأوى ومصادر الرزق.

وخلال هذا العام، غمرت المياه والأمطار الغزيرة أكثر من 313 قرية بالكامل وسط البلاد، وطالت الأضرار آلاف المنازل وأكثر من 1200 ألف فدان من الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها المواطنون.

قوافل عاجلة

وفي 23 من أغسطس الماضي أعلنت رابطة العالم الإسلامي، إطلاق قوافل برنامج الإغاثة العاجلة لمساعدة المتضررين من الفيضانات في عدد من المناطق في جمهورية السودان الشقيق.

وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى: “نقِفُ بصادق مشاعرنا وخالص دعواتنا مع أشقّائنا المتضرِّرين من الفيضانات في السودان العزيز.

وأضاف العيسى: “نسأل المولى -سبحانه- أن يحفظ السودان وشعبه، ويرحم الضحايا، ويشفي المصابين”.

وأكد العيسى عن تحرك الجهاز الإغاثي لرابطة العالم الإسلامي بكل إمكاناته؛ للتخفيف من تداعيات هذه الكارثة المؤلمة.

وانطلقت القافلة الاغاثية استشعارًا لدور الرابطة الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المنكوبة، وأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة.

وتنفذ رابطة العالم الإسلامي عدداً من المشاريع الصحية والتعليمية والاجتماعية والتنموية؛ بعدد من ولايات السودان؛ من بينها برامج الإغاثة العاجلة لمتضرري السيول والأمطار والفيضانات ؛ وبرامج العمليات الطبية مثل القسطرة وعمليات القلب المفتوح وزراعة الكلى والمسالك البولية ؛وإجراء عمليات العيون إضافة الى برامج التنمية الاجتماعية المتمثلة في رعاية الأيتام وأسرهم.

كما قامت الرابطة في 6-8-2020 بتدشين برنامج كبش العيد وتوزيع لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين في السودان للعام 1441 هجرية، والذي تعمل الرابطة على تنفيذه سنوياً في بلدان عدة من بينها السودان، وذلك بتوجيه من معالي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.

وجاء تنفيذ البرنامج عبر مكتب الرابطة بالسودان حيث استهدف توزيع لحوم الأضاحي على 800 أسرة، منها 200 بولاية الخرطوم، و200 بولاية شمال كردفان، و200 بولاية كسلا، و200 بولاية جنوب دارفور.

توزيع المصاحف الشريفة

وفي ٢-٦-٢٠٢٢م دشن مستشار وزير الشئون الاجتماعية الدكتور أحمد قلم وممثل وزير الشئون الدينية والأوقاف مدير أوقاف ولاية الخرطوم محمد يوسف محمد بمقر رابطة العالم الإسلامي بالخرطوم مشروع توزيع المصاحف الشريفة تنفيذا لتوجيهات الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي القاضية بتنفيذ وصية المرحومة “مزنة سيف الدين” ضحية العطش بالصحراء الليبية، حيث تضمنت توجيهات العيسى حفر بئر ارتوازية بإحدى المناطق النائية في ولاية شمال دارفور وتوزيع المصاحف الشريفة.

وثمن ممثل وزارة الشئون الدينية والأوقاف في كلمته بهذه المناسبة مبادرة الشيخ العيسى والتي قال إنها تعكس اهتمامه بشئون وقضايا المسلمين جمعيا، بخاصة الذين قضوا نحبهم في ظروف بالغة الصعوبة، وأضاف بأنهم اطلعوا على المشهد المأساوي الذي تعرضت له أسر الضحايا من السودانيين في الصحراء، مشيرا إلى أن وزارة الشئون الدينية والأوقاف وكافة الأجهزة تتطلع إلى المزيد من المبادرات المثمرة التي تحقق التنمية المستدامة، والتي قال يوسف أن مشوارها قد بدأ مع تفجر ثورة ديسمبر المجيدة.

ومن جانبه فقد أشاد مستشار وزير الشئون الاجتماعية الذي خاطب حفل التدشين باهتمام الشيخ العيسى ووقفته الإنسانية مع ضحايا الصحراء الليبية، مشيرا إلى أن وزارته تتابع موضوع فقدان اؤلئك النفر العزيز من أبناء السودان بالصحراء الليبية، ولكنه وصف الموضوع بأنه شائك.

وتقدم الدكتور قلم بشكره لمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الذي رعى ووجه بتخصيص مبالغ مالية كبيرة لتنفيذ وصية المرحومة مزنة بجانب وقوفه إلى جانب أسر الضحايا وعامة المسلمين.

كما تقدم الدكتور قلم بشكره لمكتب رابطة العالم الإسلامي بالسودان ولجميع من وقف لإنجاز هذا العمل الإنساني، متمنيا أن هذا العمل خالصا لوجه الله.

وقد تخلل حفل تدشين توزيع المصاحف الشريفة تلاوات لكتاب الله الكريم من عدد من الحفظة من طلاب العلم، كما دشنت رابطة العالم الإسلامي مشروع حفر آبار ارتوازية بمنطقة “درمة” التابعة لوحدة كورما الادارية بمحلية الفاشر كاستجابة لوصية الراحلة مزنة.

وقد حظيت عملية التوزيع بارتياح وسعادة كبيرين، ولا تزال عطاءات المملكة الخيّرة متواصلة في مختلف دول العالم، لمدّ يدِ العون للمحتاجين والمتضررين والفقراء.