.post-7032 .entry-title{color: }dir="rtl" lang="ar"> د. محمد بن عبد الكريم العيسى لـ «العربية.نت»: هكذا نغير الصورة النمطية السلبية عن الإسلام (حوار) – مدونة رابطة العالم الإسلامي
Site icon مدونة رابطة العالم الإسلامي

د. محمد بن عبد الكريم العيسى لـ «العربية.نت»: هكذا نغير الصورة النمطية السلبية عن الإسلام (حوار)

أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى

العربية.نت – فهد الدوسري

شخصية سعودية، رسمت صمودها الفكري لتغيير الصورة النمطية السلبية عن الإسلام، حتى استطاع إيصال صوته الفلسفي إلى أصقاع العالم، ليرسم اليوم خريطة من الأهداف والخطط لمسيرة رابطة العالم الإسلامي.

أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى، الذي قال إن “الفلسفة بالنسبة لي هي التحليل المنطقي والحكيم، وهي في أصل تركيبها اللغوي تعني طلب المعرفة والحكمة، وكل إنسان يمكن وصفه بالفيلسوف متى كان ذا معرفةٍ متسماً بالمنطق والحكمة، ويكفي للحكم على الإنسان بتوافر عناصر الفلسفة فيه متى اقتنعت به غالبية النخبة المثقفة”.

“العربية.نت” قامت بحواره في عدد من أطراف الحديث، كاشفاً حياته اليومية، وعن التحديات وأهم المواضيع التي يتم نقاشها مع غير المسلمين ..

– بداية اللقاء.. كيف تقضون يومكم؟

خير مفتتح لليوم الصلاة وقرآن الفجر، ثم وجه النهار لتصريف الأعمال والمهام. ولا شك أن كلَّ إنسان أسندت إليه مسؤولية عامة يكون جلّ وقته مشغولاً بها، لذا أبقى ساعات طويلة في العمل. وأدّخر أي وقت آخر للاطلاع والقراءة. ومع ذلك أحرص على أن أجعل جزءًا من يومي مع الأسرة ومن تجب صلتهم من الأقارب، غير أني لا أجد ما يكفي من الوقت للتواصل خارج هذا الإطار إلا قليلاً والجميع بحمد الله يعذر.

– ما هي الممارسات والعادات التي تقوم بتنفيذها يومياً؟

أحاول قدر استطاعتي أخذ الوقت اللازم للرياضة، وفيما عدا المهام المتعلقة بالعمل والأسرة، فأحرص على القراءة ومتابعة ما يهمني من الأخبار حول العالم، كما أني أتابع الأفلام الوثائقية.

– ما هي الفلسفة بالنسبة للدكتور محمد العيسى؟

لعلَّ بعض المتابعين رأوا في بعض مداخلاتي شيئاً من الاهتمام بالتحليل ومحاولة الإحاطة بأبعاد الموضوع الذي أتحدث حوله، وهذا في الأساس جزءٌ من تكويني من الصغر في الأسرة ثم في المدرسة.

طموح الرابطة

– الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.. ماهي طموحات الرابطة وهدفها الأسمى؟

أهداف رابطة العالم الإسلامي يحددها نظامها الأساسي، وتبرزها أعمالها ومناشطها الدولية، فهي تسعى على الصعيد الإسلامي إلى العناية بتحقيق الوحدة بين المسلمين واجتماع كلمتهم، وتعزيز التعارف والتعاون بين الشعوب المسلمة فيما يعود عليهم بالخير وعلى دينهم بالصورة الذهنية الإيجابية، هذا إضافة إلى ما نبذله من الجهد بحسب الوسع في توعية من يلزم من الشعوب الإسلامية بشأن مخاطر النزاع والفرقة، مع الإرشاد إلى المنهج الوسط، ومكافحة مفاهيم التطرف والإرهاب.

وعلى الصعيد الدولي تسعى الرابطة إلى تعزيز تواصلها الحضاري الذي يعدّ من أهم أولوياتها الدولية، وذلك لتحقيق الوئام الإنساني والسلام العالمي، وبناء الجسور مع الجميع، وإزالة الكراهية والحواجز النفسية بين البشر، وبهذه المناسبة يمكن القول بأن “البعد عن الآخر يولد “تلقائياً” التوجس والخوف، وغالبه وهمٌ في التصور أو خطأ في المعلومة أو دخيل تسلل عن جهل أو إغراض”.

*مع غير المسلمين

– ما هي المواضيع التي تناقشونها مع غير المسلمين؟

نوضح لغير المسلمين أن ديننا رحمة للعالمين، جعل السلام في صميم عبادات المسلم ومعاملاته وسائر سلوكه، ووصف الجنة بالسلام، وجعل تحية أهلها السلام، بل سمى الله نفسه بالسلام، ونؤكد كذلك بأن السلام في الإسلام قول بعزيمة يصدقه العمل وأنه خيار الحكماء ومحبي الخير للناس أجمعين، أن ديننا جعل أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وفي الرابطة نهتم كثيراً بمد الجسور مع أتباع الأديان والثقافات على مائدة المشتركات الإنسانية التي تجمعنا.

– ما هي الصورة المشكلة عن ديننا الإسلامي في الخارج؟

إن كنت تعني بسؤالك الصورة الذهنية عن الإسلام، بمعنى الانطباع الذي يكون لدى غير المسلمين، فهي تختلف بحسب الأفراد والجماعات والمؤسسات وبشكل عام المجتمعات، ولكن في الجملة: هناك المنصف، وهناك من يجهل الحقيقة وتمرر له معلومات خاطئة ولا يتحقق منها وآخر يسأل ويتحقق، وهناك الكاره، وهناك من يعمم في أحكامه على الأخطاء والمشاهد الفردية، ولكن دورنا هو التصدي لذلك كله بالمعلومة الصحيحة وبالحكمة في التعامل، باختصار: “بالتي هي أحسن”، ولهذا دوماً نقول: “الصورة الذهنية عن الإسلامي صنعها الداخل الإسلامي نفسه”، و”غالب المسلمين في دول الأقليات على وعي، لكن بعضاً منهم خطفته أجندة ما يسمى بالإسلام السياسي”، و”ما يسمى بالإسلام السياسي اختَزلَ الدين العظيم في أهداف حزبية سياسية ضيقة”.

*الصورة النمطية السلبية عن الإسلام

– كيف تقومون بتغيير الصورة النمطية السلبية عن الإسلام بشكل عام؟

يتم ذلك بإيضاح حقيقة الإسلام بلا وَكْسٍ ولا شَطَطٍ، والإسلام بحمد الله كتاب مفتوح ليس فيه أسرار ولا خبايا، ولكننا نتصدى لأي منهج متطرف من شأنه أن يسيء إلى ديننا قبل أن يسيء إلى نفسه، ويكون ذلك بحسب أدوات الإساءة ومستواها، هذا فضلاً عن التوعية العامة من خلال المحاضرات والمبادرات والبرامج والحوارات المتنوعة والمتعددة حول العالم، وبخاصة مع مراكز الفكر الوازنة دولياً.

ولا يخفى أن: “تصحيح الصورة النمطية السلبية عن الإسلام يتطلب سعة في المعارف والتجارب، وحكمة في إدارة كل قضية”.

البعض يتساءل لماذا حُرّمت أمور في الماضي وحللّت اليوم؟

كيف تردون؟

الاجتهادات الفقهية تختلف في نفس الواقعة، فكيف بها إذا اختلفت الوقائع هذه من باب أولى، ولا يجوز الإنكار على أي اجتهاد صدر من عالم معتبر أو هيئة أو مجمع أو لجنة افتائية معتبرة، وهذه سعة الإسلام ورحابته، وهنا نستطيع القول: “لا إنكار في مسائل الاجتهاد ما لم يُرفع الخلاف فيها باختيار ولي الأمر، وعندئذ يتحول القول المختار إلى نظام دولة واجب الالتزام”.

هذا علاوة على أن الحكم الشرعي يختلف لمقتضٍ شرعي، ومن ذلك الموازنة بين المصالح والمفاسد والنظر في المقاصد الشرعية والذرائع والمآلات، ولذا قال الفقهاء بأن الفتاوى والأحكام تختلف “عند الاقتضاء والإمكان” باختلاف الزمان والمكان والأحوال، والعادات والنيات والأشخاص.

كيف نميّز الفقيه الحقيقي مع كثرة من يحملون لواء العلم وهم غير مؤهلين؟

تعرف الفقيه الحقيقي من خلال انتمائه لمؤسسة شرعية لها حظها من الثقة والاعتبار، أو من خلال رسوخه “المستفيض” في العلم الشرعي، ولكن مع ذلك كله لا بد أن تتجلى في هذا الفقيه وسطية الإسلام ورحمته بالعالمين، بحيث يبشر ولا يُنفر ويُسدد ويقارب كما أمر بذلك نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولذلك يسمى العالم الكبير “سماحة” لأنه بعد أن رسخ في العلم وضرب فيه بسهم وافر اطلع على عظمة سماحة الإسلام فهو يقتبس من نورها ويضيء بها، هذا فضلاً عن أهمية سعة المعارف والآفاق لدى الفقيه ولاسيما وجود الملكة العلمية لديه فما كل حافظ للنصوص يصبح ولا بد فقيهاً، كل هذا مع أهمية الروية وعدم الاستعجال والاطلاع على التفاصيل كاملة قبل أن يقتحم الفتوى، فكم من مفتٍ قد ندم على فتواه والسبب العجلة وابتسار المعلومة.

ويمكن أن نختصر ونقول: “يُعْرف الفقيه بظهور قيم الإسلام في فتاواه التي تأنس لها الفطر السليمة التي نبه إليها نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: “استفتِ قلبك”.

– هل للإعلام دور في تغيير الصورة النمطية.. ما هو دوره؟

لا ينكر أحد أهمية ودور الإعلام عموماً في إيضاح الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين والتصدي للأساليب المشوهة، وللفنون أيضًا رسالتها وتأثيرها، خاصة في فئات بعينها من المجتمع مثل الشباب واليافعين.

والدور المعرفي “الإخباري والتحليلي” للإعلام وازن ومؤثر، كما له دور توجيهي وتثقيفي مهم، ولكن لا يضطلع بذلك إلا الإعلام الهادف؛ ولهذا يمكننا القول بأن: “القيم الإعلامية تصنعها أخلاقيات الإعلامي بمعدنها النفيس”، كما يمكن القول بأن “عامة الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية “حول العالم” مكشوفة بوضوح في “وعي المتلقي” مهما يكن من تسلل وتمويه أو تدليس”.

كما من المهم أن نعي بأن تغيير الصورة السلبية المترسخة ليست بالمهمة السهلة، لا يمكن أن يتم ذلك بنقاشٍ عابر أو محاضرة محدودة الاطلاع عليها؛ إنه ليس وعياً عند فردٍ أو تيارٍ أو مؤسسة، بل هو وعي جمعي، تغييره لا يتم إلا بعملٍ تراكميٍّ دؤوبٍ، ويصل الأمر إلى أن: “بعض المؤسسات الفكرية لا تتفهمنا فقط بل تقتنع بطرحنا، لكنها لا تجرؤ على إيضاح الحقيقة وإنما تطالبنا بإقناع الرأي العام ولا يكون ذلك في الغالب إلا إعلامياً بعمل مستدام”، نحن: “نملك الحقيقة عن ديننا والقدرة على إيضاحها، لكننا أمام صعوبة التغيير السريع للصورة النمطية إلا بعد دورة زمنية مليئة بالعمل الدائم”.

التحديات..

– ما هي التحديات التي تواجهونها في تحقيق ذلك؟

قد تكون أكبر التحديات داخلية نابعة من أوساطنا، فحين توجد أعمال تطرف وعنف حتى لو كانت من قلة لا تمثل الإسلام، تكون نظرة الآخرين سلبية تجاه المسلمين جميعًا.

ومن التحديات أيضًا وجود توجه لدى وسائل الإعلام الدولية في جعل المادة الإعلامية ذات الصورة النمطية المسيئة مادة جماهيرية، فيتأثر بها المتلقون تلقائيًا بما فيها من قوة الجذب والتأثير، ولا يخفى ما لدى العاملين في صناعة الرأي في بعض دول العالم من الأحكام المسبقة مما يعرض صورة الإسلام والمسلمين دومًا للنمطية السلبية والتشويه.

– لماذا غيَّرت المملكة خطابها الديني اليوم، ولم تغيّره سابقاً؟

الخطاب الديني باعتداله الذي يمثل حقيقة الإسلام هو مبدأ راسخ في وجداننا كسعوديين، نحن كما قال سمو ولي العهد “يحفظه الله”: (نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه قبل عام 1979 إلى الإسلام الوسطي المعتدل).

Exit mobile version