.post-6243 .entry-title{color: }dir="rtl" lang="ar"> صحيفة الأخبار المصرية: “العيسي” جعل من رابطة العالم الإسلامي سدا منيعا ضد التطرف والمغالاة – مدونة رابطة العالم الإسلامي
Site icon مدونة رابطة العالم الإسلامي

صحيفة الأخبار المصرية: “العيسي” جعل من رابطة العالم الإسلامي سدا منيعا ضد التطرف والمغالاة

في صحيفة الأخبار المصرية كتب الكاتب الصحافي أيمن الشحات مقالا بعنوان: “العيسي” جعل من رابطة العالم الإسلامي سدا منيعا ضد التطرف والمغالاة

يشهد العالم في الأونة الأخيرة أحداثا خطيرة تتعلق بالنيل من الديانات السماوية، وانتشار مظاهر التطرف والفوضي بسبب بعض المتشددين الممولين من هنا وهناك، وخلط الأوراق بعضها ببعض بهدف خلق مجتمعات مفككة ومضطربه لإشعال الفتن والحروب.

يحدث هذا أمام كل ما تقاسيه المنطقة العربية ويعانيه العالم الإسلامي من حالة احتباس حضاري، إذ تشهد جملة من دوله وعواصمه صنوفاً من الفوضى التي تعصف باستقرارها وتفتك بإنسانها وتكلفها المزيد من سنوات التراجع والتوقف عن لحظة العصر وراهنه.

وتكثر الحلول على وجه التنظير، وتتزاحم الرايات التي تزعم الإحاطة بسبل الخروج من نفق الواقع الأسيف الذي يلف المنطقة ويشل حركتها ويعيث في تاريخها وحاضرها على حد سواء.

ولا يكاد تمر حادثة فى بقعه من بقاع العالم حتى تتكرر الأخري، أخرها ما حدث خلال الأيام الماضية من قيام أحد المتطرفين من إحراق نسخه من القرآن الكريم في السويد، في واقعة أدت إلى اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن في البلد الأوروبي.

لفت انتباهي خروج أول بيان شديد اللهجة من رابطة العالم الإسلامي، في المملكة العربية السعودية الشقيقة، ضد هذا العمل العبثي المشين، وأعلن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، باسم الأمانة العامة للرابطة ومجامعها وهيئاتها ومجالسها العالمية، دعوته للمسلمين في السويد وحول العالم إلى استحضار المنهج الإسلامي الرفيع الداعي لمعالجة الأمور بالحكمة لتفويت الفرصة على رهانات التطرف والتي لاتمثل “في جميع الأحوال” سوى كراهيتها ومجازفاتها الخاسرة، ولا تمثل قيم الشعب السويدي النبيل وما يتميز به من الاحترام للجميع وإشاعة روح الأخوة والمحبة، ولاسيما مواقفه المعلنة الرافضة للكراهية والعنصرية.

والدكتور العيسى، ومنذ أن تولى منصب أمين عام رابطة العالم الإسلامى في 20 من مايو عام 2016 وهو يقف سدا منيعا فى مواجهة المتشددين من جميع الأديان، حيث يسعي بكل ما أتي من قوة في نشر الوسطية، كأحد أهم رموز التعايش والتسامح في العالم، ونجح في أن يحمل لواء الوسطية الإسلامية الحقة، لينشر السلام، ويدحض أفكار التطرف والإرهاب، من خلال المؤتمرات الدولية والعالمية ليعلى من قيم الإنسانية والمسؤولية الحضارية لوطنه وأمته، فراح متسلحاً بالعلم الشرعي والمنهج العصري يخاطب رموز الأديان في العالم ومفكريه وفلاسفته، ليدعوهم إلى كلمة سواء في وجه الحروب المصطنعة والانحراف الفكري، فحظي بالمكانة المرموقة والسمعة الناصعة والتبجيل والتقدير في كل مكان، فمن لا يريد السلام والتعايش، من يرد يداً مدت بالسلام والمنهج المعتدل الذي يحمي الإنسان ويحفظ الأوطان.

ولد العيسى في السعودية في أواسط الستينات، وتلقى تعليمه الأولي في مدارسها والعالي في جامعاتها، وله مسيرة طويلة في التحصيل الأكاديمي، تدرج في المناصب وتولى سلة متنوعة من المهام، جعلته ملماً بالتفاصيل الدقيقة حيث تكمن المحكات المعقدة لتفكيك بنى التشدد والانغلاق في حالة الوعي الشرعي والفكر الإسلامي، فتخصص في الشريعة والقانون الدستوري والإداري وله مؤلفات ومقالات في الشريعة والقانون والعديد من القضايا الفكرية، ودرّس مادة الشريعة والقانون في بعض الجامعات السعودية.

شارك في عدة جولات إلى الولايات المتحدة الأميركية وعدد من البلدان الأوروبية، ملتقياً رجالات القضاء والقانون والحقوق والبرلمانيين، وكان لهذه الجولات انعكاس إيجابي في شرح دور الشريعة الإسلامية في القضاء السعودي، كما كان لها أثر في تقريب وجهات النظر بين المملكة ورجال القضاء والحقوق في تلك البلدان وإزالة بعض اللبس حول الكثير من الملفات الساخنة في العدالة والحقوق.

وضمن توجه حكومي انتهجته السعودية لإزاحة مرحلة ماضية، والبدء في عهد جديد أكثر انفتاحاً وتلقائية في التعاطي مع الواقع المعاصر، عيّن العيسى وزيراً للعدل في العام 2009. فقام بإصلاحاتٍ هامة في القضاء السعودي.

وبملامحه الهادئة يدير العيسى، حاليا واحدة من أكبر المؤسسات الإسلامية في العالم، يضخ مفاهيم جديدة ويشهد على نقلة نوعية في فكر هذه المؤسسة لتحريك الكثير من الملفات والمفاهيم التي نجح فيها نجاحا منقطع النظير، حيث كانت تلقى فيما مضى تحفظاً وحساسية عالية.

فيما تصدّر برنامج خاص بالدكتور “العيسى”، تحت عنوان: بالتي هي أحسن، على فضائية mbc، للعام الثالث على التوالي لائحة البرامج الدينية الأكثر متابعةً على المحطات الفضائية في العالم العربي، إذ تميّز بطرح عميق ورصين متناولاً كافة قضاياه بوضوح وشفافية في قالب ومحتوى عصري بعيد عن الطرح التقليدي، ويناقش الكثير من القضايا التي لا تُناقش عادةً في البرامج الدينية بلغةٍ صريحةٍ بعيداً عن المواربة والترميز.

وتقديرا لدوره الكبير، حصل العيسى على تكريمات وجوائز عالمية تعكس جديته ومثابرته في تنفيذ مهامه، فمنحته ماليزيا أعلى ألقابها بدرجة “داتو سري” في حفل سلطاني كبير، وكرمته جمهوريّة سنغافورة على جهوده في نشر التسامح والتعايش والسلام، وتم تكريمه كذلك من قبل عددٍ آخر من الدول والمؤسسات والهيئات الإسلامية والعالميّة تثميناً لجهوده في نشر الوسطيّة حول العالم، وفي العام الماضي 2018 منحته لجنة جائزة غاليليو الدولية جائزتها بسبب عمله على تعزيز السلام.

وفي السابع من نوفمبر عام 2019 كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ضمن عدد من النماذج التي أثرت الفكر الإسلامي في مجال العمل الدعوي.

Exit mobile version